تأسس الوقف الإسلامي الفنلندي عام ١٩٩٤ تحت اسم وقف مساجد فنلندا بغرض شراء و إدارة المراكز و المساجد الإسلامية و المقابر الإسلامية و بهدف التعريف بالحضارة الإسلامية و بهدف المنفعة العامة في فنلندا. كان لدى الوقف مشروعين إساسيين بداية مشروع مسجد و مركز الوقف في فنلندا في مدينة هلسنكي و من ثم مشروع مسجد و مركز الوقف في توركو و قد تمكن الوقف بعد محاولات عدة من إيجاد المكان المناسب و التمويل لشراء مسجد الوقف في هلسنكي و فرشه و تم افتتاح المركز عام ١٩٩٩ و بهذا تم الإنتقال من مرحلة استئجار المسجد إلى ملكيته و تم تسديد كافة أقساط التمويل بحمد الله في عام ٢٠١٠ أي قبل أربعة سنوات من الموعد النهائي لذلك، واجه الوقف خلالها تحديات عدة في جمع التبرعات من الداخل و الخارج و خاصة بعد فتح مصليات عدة أقرب إلى أماكن سكن المصلين من المسجد الواقع في مركز المدينة. كما أن تكاليف إصلاح البناء و خدماته و التي تحمل الوقف نصيبه منها كان عبئاً زائداً عن المخطط الأصلي. أما مشروع توركو فما زال السعي لإستكمال تمويله و مخططه جارياً على قدم و ساق من قبل الأخوة المسؤولين عن المشروع في مدينة توركو. كما قام الوقف بمساعدة عدة مساجد في مدن جنوب وشرق فنلندا لتوفير ضمانات الإيجار. و قام بتجربة إفتتاح مدرسة عربية عملت في مقر الوقف لخمسة سنوات لكنها عجزت عن الحصول على الرخصة الرسمية التي تؤهلها للتمويل الحكومي و أدى ذلك إلى الإضطرار لإنهاء التجربة في الوقت الحالي. و قد ازدادت أعداد المسلمين ليبلغ عدد الأطفال المسلمين الذين يدرسون مادة الدين الإسلامي في المدارس الرسمية للتعليم ا لأساسي (الفصول ١ – ٩) ٨٠٠٠ طفل بما يوازي ١،٥٪ من الأطفال في فنلندا لهذه الفئة العمرية.

بعد الإنتهاء من مشروع هلسنكي وزيادة عدد المصليات في منطقة العاصمة و خارجها ازدادت الحاجة للمشاريع الإستثمارية و لمسجد كبير جامع يلم شتات المسلمين في الجمع و الأعياد و ليكون منبراً منيراً و ليتم تأسيس مركز يتسع للعديد من الخدمات و النشاطات التي تواكب نمو المسلمين ، خاصة أن العاصمة الفنلندية هي العاصمة الأوروبية الوحيدة التي لا يوجد فيها مسجد قائم بذاته، إضافة لتوسيع أعمال الوقف و زيادة النشاطات المالية من جمع للزكاة و الصدقات و التبرعات و الأوقاف و من هذا المنطلق كانت الحاجة لتغيير اسم الوقف إلى الوقف الإسلامي الفنلندي ليواكب تغير و توسع النشاط المرجو منه وتم ذلك عام ٢٠١١.

كان أول مسلم وصل إلى فنلندا بحسب كتب التاريخ، الرحالة ابن فضلان عام ٩٧٠ للميلاد تقريباً لكن الإسلام لم يستقر في فنلندا حتى وصول المسلمين التتار ضمن الجيش القيصري الروسي أثنآء حكم روسيا لفنلندا في أواسط القرن التاسع عشر ا لميلادي. وكان الإمام في فنلندا وقتها موظفاً في الجيش القيصري لخدمة الجنود و بعد إلغاء هذه الوظيفة عاد المسلمون إلى فنلندا كتجار و استقروا فيها و مارسوا شعائرهم بشكل غير رسمي إلى أن تم ا لاعتراف با لإسلام في فنلندا كدين رسمي بعد إقرار قانون حرية الأديان عام ١٩٢٣ بعد خمسة أعوام على استقلال فنلندا من القيصرية و تم وقتها تسجيل الجمعية الإسلامية الفنلندية تحت مسمى الجمعية ا لمحمدية عام ١٩٢٥. و بقي المسلمون التتار يشكلون الأقلية الإسلامية في فنلندا و شاركوا في حرب الشتاء و حرب الإستئناف إبان الحرب العا لمية الثانية مدافع ين عن فنلندا و استشهد ١٤ منهم مؤكدين بذلك انتماءهم لفنلندا و استطاعوا تأسيس أول مسجد في فنلندا بني لهذا الغرض عام ١٩٤٢ و افتتحوه عام ١٩٤٥ بعد انتهاء الحرب و قد كان وقتها أقرب المساجد إلى القطب الشمالي قاطبة و هو على بعد ٥٣ كيلومتر شمال العاصمة هلسنكي في مدينة يارفنبا. و على الرغم من بناء عمارة في وسط العاصمة استخدم الطابقين العلويين فيها كمسجد و مقر للجمعية و لكن هذا مسجد يارفنبا ما زال و إلى يومنا هذا المسجد الوحيد في فنلندا الذي بنى كمسجد مستقل. و منذ الستينات من القرن الماضي بدأت هجرات صغرى للمسلمين إلى فنلندا فرادى مالبثت في الثمانينات من الإزدياد إلى العشرات ليبلغ عدد المسلمين في فنلندا ١٢٠٠ مسلماً و مسلمة في نهاية الثمانينات بعد تأسيس الرابطة الإسلامية في فنلندا ١٩٨٧ لتسجيل المسلمين من غير التتار فيها و لخدمتهم. و مع انهيار الصومال و حرب العراق و حرب البوسنة ازدادت آعداد المسلمين عن طريق اللجوء مغيرةً التركيبة الإجتماعية لمسلمي فنلندا خاصة أن قدومهم كان في فترة الكساد الإقتصادي بداية التسعينات من القرن الماضي. فازداد عدد المسلمين المحدودي الدخل و ازدادت أعداد الشباب و الولادات لينمو عدد المسلمين إلى ما يقارب السبعين ألفاً في كافة أنحاء فنلندا. ومع الهجرات التي أتت أوروبا عام ٢٠١٥ ارتفع العدد مائة ألف ويزيد.